أضرار برنامج تيك توك على العائلة والمجتمع: انتشر تطبيق تيك توك بشكل واسع في السنوات الأخيرة، إذ تبناه عدد من الشباب المراهقين الذين رأوا فيه منصة ترفيهية تناسب اهتماماتهم. إلا أن برنامج TikTok أصبح حقاً وباءً اجتماعياً وتلوثاً سمعياً وبصرياً خطيراً على المراهقين والكبار والأطفال على حدٍ سواء. وكذلك، إصابتهم باضطرابات انفعالية وسلوكية في محاولةٍ للتأثير على عقولهم، خاصةً مع موجات التحديات التي تجتاح التطبيق.
أضرار برنامج تيك توك |
ما هو برنامج تيك توك؟
باختصار هو واحد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، يعمل على أجهزة أندرويد وآيفون. أُطلق في سبتمبر 2016 في الصين باسم (Douyin)، وفي العام التالي استحوذت شركة بايت دانس (Byte Dance) على التطبيق وطرحته للأسواق خارج الصين. وانتشر على نطاق واسع خاصةً في المجتمعات العربية في السنوات القليلة الماضية، حتى أصبح عدد مستخدميه حول العالم يتجاوز المليار.
الجدير بالذكر، أن التطبيق عبارة عن منصة ترفيهية تُستخدم لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة مُسلية وفكاهية ومشاركتها مع الأصدقاء أو عبر المنصات الأخرى. من جهةٍ أخرى، تقوم فكرة التطبيق على أنها تستقطب انتباه محتويات المستخدمين لجمع بياناتهم ثم معالجتها.
وذلك، لتشغيل خوارزمية TikTok التي تعمل على توصية فيديوهات مُخصصة لكل فرد على حده، بناءً على اهتماماتهم التي تُجذب انتباههم. ومع ذلك، هناك مخاوف كبيرة جراء أضرار برنامج تيكتوك، بما في ذلك المخاوف بشأن البيانات ومشاكل الخصوصية.
رأي خبراء علم النفس حيال سلبيات برنامج تيك توك
مما لا شك فيه، أن التطبيق يجذب عدد كبير من المشاهدين من مختلف الفئات العمرية لا سيما الأطفال. وبالتالي نستنتج هنا، أن أضرار برنامج تيك توك تشمل كافة المراحل العُمرية. لذلك، اجتمع جميع خبراء علم النفس والاجتماع على التحذير منه بشكل كبير.
نظراً لأن الإنترنت أصبح متوفر في جميع المنازل، هنا يأتي دور الأهل في الرقابة على أطفالهم الصغار والمراهقين، لتحذيرهم من أضراره المُهددة لصحتهم النفسية. وذلك، بسبب احتوائه على فيديوهات متنوعة من شأنها أن تؤثر سلباً على صحتهم النفسية والجسدية.
ما هي سلبيات وأضرار برنامج تيك توك
سلبيات عديدة وأضرار جمة جراء استخدام برنامج تيك توك، نذكر لهم منكم أهمها وهي:
- مدة مقاطع الفيديو محدودة: تقتصر على 60 ثانية كحدٍ أقصى، وهو ما يمكن أن يكون مُقيداً لمنشئي المحتوى الذين يحتاجون فترات أطول ربما لإيصال أفكارهم.
- مخاوف الخصوصية: كأي تطبيق وسائط اجتماعية يجمع TikTok بيانات المستخدمين، الذي من شأنه أن يثير مخاوف الناس بشأن الخصوصية.
- التأثير السلبي والأمان على الإنترنت: تعد واحدة من سلبيات وأضرار برنامج تيك توك، لا سيما أن بعض المحتويات قد تروج لسلوك ضار أو سلبي. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يكون الأمان عبر الإنترنت مصدر قلق! خاصةً للمستخدمين الأصغر سناً الذين قد يتعرضون لمحتوى غير لائق أو لقاءات مع غرباء.
- استهلاك ومضيعة للوقت: بسبب طبيعة تطبيق تيكتوك التي تسبب الإدمان وقضاء ساعات طويلة على البرنامج. الأمر الذي قد يتسبب في إهمال المستخدمين لمهام حياتية مُهمة ومسؤوليات أخرى.
أبرز مخاطر وأضرار برنامج تيك توك
تطبيق تيك توك أصبح مليئاً بالتمثيل والتصنع والكذب والخداع، لذلك، سنسلط الضوء فيما يلي ونستعرض الجوانب المضرة وتأثيراتها السلبية على مستخدمي التطبيق:
1. المقارنات السلبية
عند استخدام تطبيق TikTok ستلاحظ أنك بدأت بالمقارنة بين حياتك وحياة الآخرين في هذه المنصة. الأمر الذي من الممكن أن يحدث عند تصفحك جميع مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن مع تيك توك التأثير أكبر. لا سيما، أن أشخاصاً من مختلف أنحاء العالم يشاركون كل ما يفعلون في يومهم وربما أكثرها خصوصية وحميمية. الأمر الذي يقضي إلى أن تعتقد بأن العالم يسير على نحو أفضل بكثير من حياتك، وهذه من أهم الأضرار الناتجة عن برنامج تيك توك.
2. التوتر والاكتئاب أبرز أضرار برنامج تيك توك
مع كثرة المشكلات التي يتعرض لها أصحاب الحسابات على تطبيق تيك توك، ظهر الكثير من حالات الاكتئاب. على سبيل المثال: في حال انحسار الشهرة أو النهايات المأساوية، كوضع بعض الأفراد بالسجون لقيامهم بأوضاع ومشاهد فاضحة. وذلك إن دل على شيء إنما يدل على الترويج للفسق والفجور، الذي من شأنه أن يعمل على تنامي الأفكار والميول الانتحارية.
3. من أكثر مشكلات برنامج تيك توك التنمر
من بين جميع وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، يُعد التيك توك أكثر منصة يُمكنك من خلالها قراءة التعليقات السلبية والمؤذية. علاوة على الفضائح والشتائم، سواء كنت مشاركاً أو متفرجاً فالتنمر سيلاحقك، ويترك آثاراً بشعة على النفسية قد لا تُمحى بسهولة. فهناك العديد ممن يعانون من الاكتئاب بسبب التنمر الذي يحصدوه بسبب هذه المنصات.
4. تؤدي أضرار برنامج تيك توك إلى تقسيم المجتمع
في هذا الإطار، يدخل المستخدمون في صراع دائم سواءً كان على موضوعات سياسية أو اجتماعية، أو حتى على عمل فني وما إلى ذلك. فيصبح لكل موضوع مؤيدون ومعارضون، وتنقسم الناس إلى فرق متعددة. الأمر الذي يقضي إلى زيادة التفرقة والحض على الكراهية بين مستخدمي البرنامج.
5. المحتوى الفاضح
أصبح برنامج تيك توك بؤرة للمحتوى الفاضح والمُسبب للتحرش. إذ ظهر الكثير من صناع المحتوى الفاضح بحجة الربح منه لكثرة المشاهدات الخاصة بمثل هذا النوع من المحتوى. مما أدى إلى ظهور نسبة كبيرة من الشباب والفتيات بأشكال غير لائقة فقط لزيادة التفاعل والكسب من التطبيق.
6. مضيعة للوقت والطاقة والراحة
من أكبر أضرار برنامج تيك توك أنه مضيعة للوقت، فهو ثقب أسود يمتصك لساعات طويلة دون أن تشعر بما ضاع من الوقت دون أي فائدة تُذكر. الجدير بالذكر، أن جميع ضحايا تيك توك واجهوا مشاكل حول استنزاف الوقت والجهد دون مقابل. وعلى الرغم من أن البعض يجني من وراء التطبيق كثيراً من الأموال، إلا أن البعض الآخر لا يقدر على ذلك.
ما هي مخاطر وأضرار برنامج تيك توك على الأطفال؟
قد يعتبر البعض أن هذه المنصة تتيح للطفل أن يكون منفتحاً ومبدعاً، على عكس ذلك! يعد TikTok من أخطر المنصات التي يمكن أن يستخدمها طفلك. وتتجلى هذه المخاطر بـ:
المحتوى غير المناسب لأعمارهم من خلال مشاهد العري التي تؤثر على بنائهم الفكري. بالإضافة إلى أنها منصة منفتحة يوجد فيها من هم بنفس أعمارهم أو أكبر قليلاً يشتمون بأبشع الألفاظ، ويتفاخرون بمقتنياتهم بصورة مستفزة. علاوةً على عرض المواد الإباحية والتصرفات المتهورة المجنونة التي تُحفر بعقل الطفل.
ناهيك عن ذلك، قد يهتم الطفل بالتعليق والإعجاب وينتابه شعور أنه يريد أن يصبح مشهوراً، فيلجأ لإيجاد طرق لجذب انتباه المتابعين. حتى إن وصل الأمر لأن يقوم بسلوكيات عنيفة أو بعض الأمور المخجلة، وقد يعرضون أنفسهم للخطر. زيادة على تعرض طفلك لأقسى أنواع التنمر والتعليقات الخبيثة والاستخفاف، أو أنه سيتعلم كيف يكون عنيفاً في مواجهة هذا العالم القاسي.
أهم النصائح لتجنب أضرار برنامج تيك توك
هل يوجد ملاذ من هذا الخطر الذي اضحى يهدد مجتمعاتنا العربية بشكل منقطع النظير؟ بالطبع هناك حلول وليس حل واحد فقط. يمكن أن تتجسد هذه الحلول في هذه النصائح الهامة والتي من خلالها يمكن تجنب أضرار برنامج تيك توك:
- الوعي والنصح: كما هو معروف أن للتوعية دور هام للحد من خطر مشكلات برنامج تيك توك، ومن المُمكن لأي مؤسسة القيام بها كالمدارس والجامعات وحتى الأسرة في المنزل. لا سيما، أن هذه المؤسسات تعتبر سلاحاً قوياً لتعديل سلوكيات الشباب والأطفال وحثهم على نحوٍ جيد.
- مراقبة هواتف الأطفال: هنا يأتي دور الآباء والأمهات في مراقبة هواتف أطفالهم الصغار، للتأكد من أن محتويات التطبيق تناسب أعمارهم أم لا. وذلك من خلال تتبع حساباتهم في خطوة جيدة للحد من مشكلات برنامج تيك توك.
- تنظيم وقت استخدام التطبيق: مما لا شك، أن تنظيم استخدام البرامج قد يُقلل من اضطرابات الإدمان والاكتئاب، أو العزلة الاجتماعية وغيرها من الأمراض النفسية.
- عمل حلقات نقاشية: سواء كان شاب أو فتاة أو طفل، يجب مخاطبتهم وتوعيتهم على مخاطر وأضرار تطبيق تيك توك عليهم. لإعطائهم القدرة على معرفة الصواب من الخطأ.
يسعدنا تعليقاتكم واستفساراتكم، ودعونا نتعرف على أفكاركم.